بعد عام تقريبًا من انطلاقها استطاعت شركة “أوكتين” الناشئة الرائدة في مجال إدارة الأساطيل ومدفوعات الوقود الرقمية، أن تحقق نجاحات مهمة على مستوى جذب عدد كبير من أعداد الأساطيل خلال فترة وجيزة إلى جانب تحقيقها مبيعات بلغلت مليار جنيه في عامها الأول، وهو ما دفعنا لإجراء لقاء مع الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس للشركة عمرو جمال والذي تحدث في حواره مع “يالاستارت” عن الخطوات المستقبلية للشركة والصعوبات التي يواجهها الاستثمار في قطاع النقل بمصر.

عمرو جمال الرئيس التنفيذي لـ”أوكتين”: وفرنا 35% من مصاريف الوقود وتعاقدنا مع 500 عميل

أشار جمال إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء منصة متكاملة لإدارة أساطيل المركبات، وأن تطبيق “أوكتين” يعتمد على تحليل سلوكيات معاملات تزويد الوقود، ويحسب نسبة الاستهلاك لكل معاملة، مما يوفر للشركات نظرة شاملة على الاستخدام المعتاد لتزويد أساطيلها بالوقود، وبالتالي تساعد الشركات على توفير أكثر من 35% من مصاريف الوقود السنوية.
وإلى نص الحوار..

أوكتين

في البداية نريد أن نعرف كيف كانت بداية شركة “أوكتين” ومن أين جاءت فكرة الشركة؟

تم تأسيس شركة أوكتين الناشئة في عام 2022، حيث جاءت الفكرة بعد تحليل المشكلات التي تواجه قطاع إدارة أساطيل المركبات في مصر من خلال الشراكة بين مجموعة السويدي كابيتال وفريق من رواد الأعمال الطموحين والمبتكرين.
وتعد أوكتين محفظة رقمية رائدة لتسهيل عمليات المدفوعات النقدية لجميع المصاريف المتعلقة بالمركبات. حيث توفر نظامًا شاملاً يعزز خدمات دفع الوقود، واستطاعت أوكتين في أقل من عامين التعاقد مع أكثر من 500 عميل في مختلف القطاعات ومساعدتهم على توفير أكثر من 35% من مصاريف الوقود السنوية، حيث تمتلك أفضل شبكة تغطية محطات الوقود مع إمكانية الوصول إلى 2400 محطة من خلال 7 محطات غاز في جميع أنحاء مصر لعمليات تشغيل أكثر ملائمة ومرونة مع وجود أكثر من 75,000 مركبة تحت إدارتها.

هل يعاني سوق الأساطيل في مصر من مشكلات تتعلق بإدارتها وتحسين جودتها؟

يواجه سوق أساطيل المركبات في مصر عدد من التحديات من ضمنها انقطاع إمدادات المنتج، وارتفاع تكاليف الوقود بالإضافة الي محاولات الاحتيال المحتملة وسوء إدارة عمليات التشغيل وعدم قدرة الشركات على تنظيم نفقات الوقود، حيث تمثل ميزانية الاساطيل في الشركات حوالي ٣٠-٤٠٪؜ من اجمالي المصاريف السنوية للشركات والاليات المتاحة للتحكم والتحليل وبالتالي نسبة التوفير على هذه النفقات تعتبر معدومة وغير مناسبة لطبيعة وسرعة المتطلبات. ذلك بجانب صعوبة ادارة عمليات ومتطلبات الاساطيل والسيطرة على دورة رأس المال، ومع ذلك فإن التطورات الأخيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتحليلات المتقدمة وغيرها من تقنيات إدارة الأسطول تفتح آفاقًا جديدة لحل هذه المشكلات بشكل أكثر كفاءة.، في حين أن تحديات الأسطول الحالية يمكن أن تكون معقدة، إلا أن استغلت واعتمدت شركة اوكتين التطور الملحوظ في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي (AI)بشكل جيد لبناء منصة متكاملة لإدارة أساطيل المركبات.
حيث يعتمد نموذج الذكاء الاصطناعي لتطبيق أوكتين على تحليل سلوكيات معاملات تزويد الوقود، ويحسب نسبة الاستهلاك لكل معاملة، مما يوفر للشركات نظرة شاملة على الاستخدام المعتاد لتزويد أساطيلها بالوقود، وبالتالي تساعد الشركات على توفير أكثر من 35% من مصاريف الوقود السنوية ومنع أي محاولات للاحتيال، بجانب توفير نافذة تحليل لحظية لمتابعة عمليات الوقود علي الارض و حساب معدلات الاستهلاك الفعلي للمركبات و الاساطيل بالإضافة لتوفير فواتير الإلكترونية للشركات.

كيف يعمل نظام الرقابة على الأساطيل؟ وكيف يتم التعامل مع محطات البنزين التي ليس لديها بطاقات دفع إلكتروني؟

يضمن تطبيق أوكتين عملية مراقبة رقمية دقيقة لرصد عمليات التزويد بالوقود ومنع أي محاولات للاحتيال، حيث يستخدم حلول مبتكرة لإدارة الوقود من بينها تقنية الاتصال قريب المدى NFC التي تؤكد علي تواجد الشاحنة في المحطة والتقاط صورة إلزامية لمضخة الوقود ومقياس الكيلومترات وتحميلها على التطبيق مع كل عملية ، في حين تستخدم آلة POS الخاصة بها تقنية OCR للكشف عن التباينات في نسبة الوقود وسعره، بينما يُرسل إشعار فوري في حالة وجود أي اختلاف بين المبلغ المدفوع وصورة المضخة الملتقطة ، على عكس استخدام البطاقات التي يمكن تداولها بين الأفراد. تضمن عملية الإدخال اليدوي من تطبيق أوكتين متابعة أي عملية تزود بالوقود خارج نظام أوكتين مما يوفر مزيدا من الأمان للعملاء.

وهل لديكم قطاع خاص بصيانة الأساطيل داخل الشركة؟

أطلق تطبيق أوكتين في أغسطس الماضي متجراً الإلكترونيً يشمل جميع احتياجات صيانة أساطيل المركبات، من خلال وجود قائمة مجهزة مسبقا من المنتجات التي تشمل قطع الغيار والبطاريات والإطارات وزيوت السيارات من مختلف العلامات التجارية حيث يعمل متجر أوكتين على تنظيم طلبات العملاء وتسهيل عمليات الصيانة من خلال توفير منتجات متعددة.

كيف ترون الاستثمار في مجال النقل بوجه عام؟ وهل يمكن القول بأنه أحد المجالات التي لديها مستقبل واعد في سوق الشركات الناشئة؟

الاستثمار في مجال النقل يعتبر جزءاً هامًا وضروريًا للاقتصاد المصري، ولذلك فهو يحظى باهتمام كبير من قبل المستثمرين. يمكن أن يكون للنقل مستقبل واعد في سوق الشركات الناشئة لقدرتهم على النمو بشكل سريع، خاصةً في ظل التطور التكنولوجي والابتكارات في مجال النقل مثل النقل الذكي والكهربائي الذي يمكن أن يساعد في تقليل الازدحام المروري والتلوث والمشاكل الأخرى المرتبطة بوسائل النقل التقليدية. يمكن أن توفر الشركات الناشئة حلاً مبتكرًا وفعالًا لتحسين تجربة النقل وتلبية احتياجات المستخدمين، ومع زيادة الطلب على النقل الذكي والمستدام، يمكن أن يكون للاستثمار في مجال النقل في سوق الشركات الناشئة مستقبل واعد لقدرتها على توليد الكثير من الإيرادات خاصةً إذا نجحت في جذب العملاء وتوسيع نطاق أعمالهم.

ما هي أهداف الشركة في العام الحالي على مستوى التوسع والانتشار وكذلك على مستوى الحصول على صفقات تمويلية جديدة؟

بعد تحقيق مبيعات وقود ضخمة بلغت مليار جنيه من خلال إتمام 800 ألف معاملة وتزويد 75 ألف مركبة بالوقود في عامنا الأول من التشغيل في 2023، نركز هذا العام على 3 محاور رئيسية، أولا على الصعيد المحلي نهدف الي التوسع في السوق المصري عن طريق التعاون مع المزيد من المحطات وجذب عدد أكبر من العملاء، وإضافة المزيد من آليات مكافحة الاحتيال القائمة على الذكاء الاصطناعي. ثانيا نعمل على إطلاق قطاعات أعمال جديدة تهدف إلى تبسيط عمليات التشغيل وتوفير نسبة أكبر من نفقات الوقود للشركات والأفراد. ثالثا على المستوى الإقليمي نسعى في أوكتين إلى التوسع حيث بدأنا فعليا تنظيم عمليات مدفوعات الوقود الرقمية في 3 من دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا.

هل هناك نية للتوسع خارجياً عبر إدارة اساطيل النقل في الدول العربية؟

بعد الكثير من الإنجازات التي حققنها على السياق المحلي، تسعى شركة أوكتين الناشئة جاهدة لنشر منصتها الرقمية لإدارة أساطيل المركبات ليس فقط في مصر ولكن أيضا في الشرق الأوسط من خلال توسيع نطاق تواجدها إقليميًا، ومن المقرر أن تبدأ أوكتين رحلة توسعها الإقليمي من خلال إطلاق تطبيقها في المملكة العربية السعودية في الربع الأول من عام 2024.