أخبار ومقالات

الشركات الناشئة على رأس المستفيدين من توسع الاستثمارات الصينية في مصر

تضاعفت الاستثمارات الصينية في مصر مؤخرا ووصلت بنهاية العام الماضي إلى 9 مليارات دوار عبر نشاط ملحوظ لأكثر من 2000 شركة صينية تعمل في قطاعات استراتيجية مختلفة لتصبح بكين هي الشريك التجاري الأول لمصر في الوقت الحالي مصحوبة بقوة تكنولوجية هائلة تعتمد عليها الشركات الصينية التي بدأت في توسيع شراكتها مع عدد من الشركات المصرية الناشئة مع استشراف أفق السوق المصري والتعرف على احتياجاته.

وهناك العديد من أوجه الاستفادة التي يمكن أن تحققها الشركات الناشئة جراء ما يمكن وصفه بتوطين الصناعات الصينية في مصر، وإن كانت هناك مخاوف من تداعيات التوسيع الصيني على بعض الصناعات الناشئة غير أنه في النهاية يمكن القول بأن التقدم التقني والتكنولوجي سيكون دافعا لمزيد من التطور على مستوى الشركات المصرية بل أن الاهتمام بتوجيه الاستثمارات الصينية للداخل المصري يفتح مجالات عديدة للتعاون بما يحقق الانتقال إلى أسواق أخرى عالمية.

تمتد خريطة الاستثمارات الصينية فى مصر عبر مواقع إستراتيجية متعددة، بدءا من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس شرقا، مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة والمدن الجديدة، وصولا إلى العلمين الجديدة غربا، لتشمل قطاعات اقتصادية حيوية كالطاقة والصناعة والتكنولوجيا والزراعة وغيرها.

صرح لياو ليتشيان سفير الصين بالقاهرة، بأن الاستثمارات الصينية في مصر بلغت نحو 9 مليارات الدولار بنهاية العام المالي “2023/ 2024″، وأن بلاده تعتبر أكبر شريك تجاري حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين فى العام الماضي 17.4 مليار دولار، بنسبة نمو 10%.

أولاً: تأثيرات عديدة إيجابية على مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة:

* زيادة التمويل والاستثمارات: إذ  أن الصين تستثمر في مشاريع البنية التحتية والصناعات الكبرى، مما يخلق فرصًا للشركات الناشئة العاملة في مجالات مثل التكنولوجيا والخدمات اللوجستية، وقد تظهر صناديق استثمار صينية أو شراكات مع مستثمرين مصريين لدعم المشاريع الريادية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

* نقل التكنولوجيا والخبرات: وتُعرف الشركات الصينية بقوتها في الابتكار التكنولوجي، ويمكن أن يؤدي تعاونها مع الشركات الناشئة المصرية إلى نقل المعرفة وتبادل الخبرات، وقد تظهر فرص لشركات ناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء (IoT)، والتجارة الإلكترونية من خلال الشراكات مع الشركات الصينية.

* توسيع الأسواق: بحيث يمكن للشركات الناشئة المصرية الاستفادة من الشبكات التجارية الصينية للوصول إلى الأسواق الآسيوية والأفريقية، كما أن المشاريع المشتركة بين مصر والصين قد تفتح آفاقًا جديدة للتصدير والتوسع الدولي.

* تحفيز الابتكار: لأن المنافسة مع الشركات الصينية قد تدفع رواد الأعمال المصريين إلى تطوير حلول أكثر كفاءة وابتكارًا، ومن الممكن أن تظهر فرص في مجالات مثل الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، حيث تستثمر الصين بكثافة في مصر (مثل مشروعات الطاقة الشمسية في بنبان).

* خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد: فالاستثمارات الصينية تساهم في نمو الاقتصاد المصري، مما يعزز بيئة مواتية لريادة الأعمال من خلال تحسين البنية التحتية وزيادة الطلب على الخدمات.

ثانيا: تأثيرات سلبية:

* المنافسة الشرسة: وقد تواجه الشركات الناشئة المصرية منافسة قوية من الشركات الصينية الكبرى ذات الإمكانيات المالية والتكنولوجية العالية، كما أن بعض القطاعات قد تُسيطر عليها الشركات الصينية، مما يصعب على الشركات المحلية النمو.

*التحديات التنظيمية: وإذا كانت الاستثمارات الصينية تتمتع بإعفاءات ضريبية أو دعم حكومي، قد تواجه الشركات المحلية صعوبات في المنافسة العادلة.

*الاعتماد على التكنولوجيا الصينية: ويعتبر البعض أن الاعتماد الكبير على التكنولوجيا الصينية قد يحد من تطوير حلول محلية مستقلة، خاصة في مجالات مثل الاتصالات والبرمجيات.

الشركات-يلا-ستارت-اب
ريادة-أعمال-مصر

أبرز الاستثمارات الصينية في الشركات الناشئة المصرية

1-  قطاع التكنولوجيا المالية

* استثمرت  شركة  (Alibaba) ومجموعة (Ant Financial) التابعة لها في خدمات الدفع الرقمي عبر فودافون كاش أحد أكبر منصات الدفع الإلكتروني في مصر.

* شركة (Paymob) : حصلت شركة الدفع الإلكتروني المصرية “باي موب” على استثمارات من مستثمرين آسيويين، بما في ذلك صندوق  (China Creations Venture Fund)مما ساعدها على التوسع في السوق المصري والإقليمي.

2- التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية:

* شرك(ExpandCart)  تلقت استثمارات من”منحة جاك ما (Jack Ma Foundation) ضمن برنامج لدعم الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، مما عزز نموها كواحدة من أكبر منصات التجارة الإلكترونية في مصر.

* شركة  (MaxAB) تخصصت في توزيع السلع الاستهلاكية عبر منصتها الرقمية، وحصلت على تمويل من مستثمرين آسيويين، بما في ذلك صناديق صينية، لتوسيع عملياتها في مصر وشمال أفريقيا.

3- الطاقة المتجددة والنقل الكهربائي:

* استثمرت شركات صينية مثل “Jinko Solar” و “Longi Solar” في مشاريع الطاقة الشمسية في مصر، بما في ذلك مشروع “بنبان” في أسوان، أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم.

  * كما دخلت شركات صينية في شراكات مع شركات ناشئة مصرية تعمل في مجال حلول الطاقة النظيفة.

4- الاستثمارات عبر صناديق رأس المال الجريء:

*صندوق “MSA Capital” الصيني يستثمر في الشركات الناشئة المصرية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويركز على قطاعات مثل التكنولوجيا المالية والصحة الإلكترونية.

* شركة “تشاينا كريتيفنز فاند (China Creations Venture Fund)  شارك في جولات تمويل لعدد من الشركات الناشئة المصرية، خاصة في مجالات التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية.

5- شراكات بين مصر والصين في حاضنات الأعمال:

* مبادرة “سايبر بارك” (SCZone) مع الصين  وهو تعاون بين الجانبين المصري والصيني لإنشاء حاضنات أعمال في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لدعم الشركات الناشئة في التكنولوجيا والتصنيع.

الشركات-يلا-ستارت-اب
ريادة-أعمال-مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى