“فسيخ ورنجة”مشروع منزلي يتحول لعلامة تجارية:يخدم 30 ألف عميل ويستهدف التوسع بالسعودية

في قصة ملهمة تنبض بالعفوية والإصرار، استطاعت سيدة مصرية أن تحوّل حبها للأكلات الشعبية مثل “الفسيخ والرنجة” إلى مشروع متكامل يخدم أكثر من 30 ألف عميل داخل مصر وخارجها، ويواصل التوسع بخطى ثابتة نحو أسواق جديدة.
تقول صباح نصر مؤسسة “فسيخ ورنجة للناس الأكيلة” إنها بدأت رحلتها قبل 13 عامًا بدافع شخصي، إذ رغبت في تناول فسيخ جيد الجودة بعد تجربة غير مرضية في القاهرة، أرسلت والدتها كمية من الفسيخ من محافظة أخرى، فقامت بدعوة أصدقائها لتذوقه، وسرعان ما تحوّل التجمع البسيط إلى طلبات متزايدة.،ومن هنا، انطلقت الفكرة من خلال منتدى “فتكات” الشهير، ثم أسست مجموعة على “فيسبوك” حملت اسم “فسيخ ورنجة للناس الأكيلة”، والتي كانت النواة الأولى للانتشار.
من المطبخ إلى محل دائم
بفضل التفاعل الكبير من العملاء، بدأت صاحبة المشروع في البيع من المنزل، حيث كانت تعتمد على تقييمات الزبائن وتجربتهم الشخصية للترويج، ومع ازدياد الطلب، افتتحت أول محل لها في مدينة نصر، وتستعد حاليًا لافتتاح فرع جديد في وسط البلد خلال النصف الثاني من العام الجاري.
فلسفة المشروع: “العلاقات الإنسانية قبل الأرباح“
رغم تلقيها عروضًا عديدة من مستثمرين راغبين في المشاركة أو التوسع، إلا أنها رفضت الدخول في شراكات حاليًا، مؤكدة أن المشروع يمثل لها أكثر من مجرد مصدر دخل
وتضيف صباح قائلة “انا أفضّل بناء علاقات إنسانية وثقة مع العملاء على السعي وراء المكسب المادي فقط،الزبون دائمًا على حق، وإذا لم يُعجبه الطلب أستعد لإرجاعه فورًا.”
تعتمد صباح على تقديم منتجات متنوعة بجانب الفسيخ والرنجة، مثل: عسل النحل، الفطير المشلتت، الطحينة، الجبن الفلاحي، بالإضافة إلى الفواكه الطازجة مثل المانجو والفراولة.

حضور محلي ودولي
لا يقتصر نشاط المشروع على القاهرة فقط، بل يمتد إلى عدد من المحافظات من خلال البيع بالجملة، بالإضافة إلى وجود عملاء دائمين من السعودية، فرنسا، أمريكا، كندا، هولندا، والسويد،. وتطمح صباح إلى فتح سوق في السعودية، خاصة في ظل التسهيلات المقدمة للمستثمرين، مؤكدة على أهمية تدريب الموظفين على التعامل الاحترافي لكسب ثقة العملاء الدوليين.
خدمات التوصيل وخطة التطوير
تتوفر الطلبات من خلال الزيارة المباشرة للمحل أو عبر الطلب أونلاين، مع وجود مناديب توصيل خاصين،كما تخطط لإنشاء موقع إلكتروني رسمي خلال السنوات الثلاث القادمة لزيادة الانتشار الرقمي وتحسين تجربة الطلب.
التحديات: البيروقراطية ونُدرة الكفاءات
رغم النجاح الملحوظ، تواجه صباح تحديات حقيقية، أبرزها الإجراءات البيروقراطية، وصعوبة العثور على عمالة مدربة تتعامل مع الزبائن بالشكل اللائق، وتختتم حديثها قائلة:
“المنافسة قوية، والأسعار متغيرة، لكنني أُصر على تقديم منتجات طازجة يوميًا للحفاظ على الجودة، وأؤمن بأن الثقة هي أساس النجاح.”
وعلى عكس الكثير من العلامات التجارية التي تعتمد على الحملات الإعلانية المكثفة والشخصيات المؤثرة، تختتم صباح حديثها مع “يلا ستارت اب” أن نجاحها ارتكز بشكل أساسي على رضا العملاء وتجربتهم الحقيقية، حيث أصبح التوصية الشفهية ورأي الزبائن هو المحرك الأساسي لنمو المشروع، هذا النهج وضعها خارج دوامة المنافسة التقليدية، وجعلها تقدم تجربة مختلفة وأكثر إنسانية في قطاع الأغذية الشعبية

