“Hiryo”أول تطبيق في الشرق الأوسط يعيد تعريف الأمان الشخصي بالذكاء الاصطناعي والدعم النفسي

في خطوة جديدة نحو تعزيز الأمان الرقمي ودعم الفئات الأكثر عرضة للخطر في الفضاء العام، أطلقت رائدة الأعمال المصرية سلمي مدحت الإصدار المتطور من تطبيق “Hiryo”، والذي يُعد أول منصة تكنولوجية في الشرق الأوسط تهدف إلى تعزيز السلامة الشخصية وتوفير الدعم النفسي والقانوني، باستخدام أدوات رقمية متقدمة مدعومة بذكاء اصطناعي.

تخرجت سلمي مدحت من الجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2020، وبدأت رحلتها الريادية في العام نفسه بمشاركة زميلها في الدراسة أحمد هشام، حيث عملا على تطوير تطبيق مبدئي تحت اسم “ما تخافيش”، استند إلى استطلاعات رأي مباشرة أجريت مع نساء وفتيات حول شعورهن بالأمان في الأماكن العامة.

من “ما تخافيش” إلى “Hiryo”: تطور طبيعي لمفهوم الأمان

وتقول سلمي مدحت في تصريح خاص لـ “يلا ستارت اب”

“لم نرغب في أن يكون اسم التطبيق مرتبطًا بالخوف، بل أردنا تقديم تجربة يشعر فيها المستخدم بالثقة والطمأنينة.،من هنا جاءت فكرة تغيير الاسم إلى (Hiryo)، ليعكس رسالتنا الأساسية: الأمان دون خوف.”

أضافت سلمي “بدأنا بتطبيق يركز على الدعم النفسي للفتيات، لكننا أدركنا سريعًا أن المشكلة أكبر، وأن هناك حاجة إلى نظام رقمي متكامل يُمكّن المستخدم من الشعور بالأمان، سواء كان في الشارع، أو في المدرسة، أو حتى عبر الإنترنت.”

ويتميز التطبيق بتقديم عدة خدمات مثل قدرته على مساعدة المستخدمين في تكوين دوائر ثقة تجمعهم بأهلهم وأصدقائهم، مع إمكانية مشاركة الموقع الجغرافي بشكل آمن، وتفعيل إشعارات متابعة تلقائية تُبقي المقربين على اطلاع دائم بحالة المستخدم وتحركاته، ما يعزز الشعور بالأمان والاطمئنان.

كما تتضمن المنصة خاصية SOS  للاستغاثة الفورية، والتي تتيح للمستخدم طلب المساعدة بضغطة زر واحدة من أي مكان، ما يجعلها أداة فعالة في المواقف الطارئة.

وفي إطار اهتمام فريق العمل بقضايا الأمان المجتمعي، أطلق التطبيق خلال عام 2022 مشروع “خريطة التحرش”، بهدف إتاحة مساحة آمنة للفتيات لمشاركة تجاربهن الشخصية، والتأكيد على أنهن لسن وحدهن، في محاولة لبناء وعي مجتمعي مشترك يواجه جريمة التحرش.

دعم مجاني ومجتمعي 100%

يتميّز “Hiryo” بأنه مجاني تمامًا، وهو ما تؤكد عليه المؤسسة الشريكة: “نحن نؤمن أن الشعور بالأمان ليس رفاهية، بل حق أساسي لكل فرد،ولذلك قررنا أن نقدم كافة خدماتنا مجانًا، من دون أي رسوم.”

ويعمل الفريق حاليًا على تطوير خواص إضافية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الاستخدام، ورصد أنماط السلوك غير الآمن، وتحسين تجربة المستخدم في التفاعل مع التطبيق.

من السوق المصري إلى العالم

يُركز التطبيق في الوقت الحالي على السوق المصري، لكنه شهد تحميلات من الولايات المتحدة وروسيا خلال الفترة التجريبية، ما دفع الفريق للتفكير في خطط توسعية إقليمية وعالمية مستقبلًا.

“نرغب في دراسة كل سوق على حدة، وفهم احتياجات المستخدمين قبل اتخاذ أي خطوة في التوسع الخارجي. لكن الأولوية الآن هي بناء منتج قوي يخدم المجتمع المصري بكفاءة”وهو ما اشارت له سلمى في حديثها مع “يلا ستارت اب”

ويستهدف فريق “Hiryo” الوصول إلى 3 ملايين مستخدم في مصر بنهاية العام الحالي، بالتوازي مع العمل على إطلاق نسخة “أندرويد” خلال الأسابيع المقبلة.

دعم استثماري وشراكات استراتيجية

لفت سلمي أن شركتها انضمت في وقت سابق لحاضنة أعمال “تيك” التابعة لوزارة الاتصالات المصرية، وقد حصل على  بقيمة 180 ألف جنيه مصري،كما كما شاركت في حاضنة أعمال Flat6Labs،وبعض المسابقات والمنح الخاصة بريادة الأعمال

وفالت سلمي إنها الأن  في مرحلة متقدمة من التفاوض مع مستثمرين للحصول على تمويل ليتسنى لها التوسع والأنتشار وفتح أسواق جديدة خلال الفترة القادمة ،مشيرة إلى أن شركات التكنولوجيا تتطلب استثمارات ضخمة، لكنها تؤمن بقوة فكرتها وأثرها المجتمعي.”

تعاون مع جهات قانونية وتعليمية

لأن الأمان لا يعني فقط الحماية في الشوارع والأماكن العامة ، يشمل “Hiryo” خدمات متخصصة للحماية من العنف الرقمي، حيث يتعاون التطبيق مع محامين موثوقين ومؤسسات قانونية لمتابعة الحالات حتى التأكد من سلامتها.

كما يستعد الفريق لإطلاق حملات توعوية داخل المدارس والجامعات، تستهدف الأطفال والشباب، للتأكيد على أن الرقابة الأسرية يجب أن تُفهم كـ”أمان” لا “مراقبة”.

نحو مستقبل أكثر أمنًا

رغم أن التطبيق لا يواجه منافسة مباشرة حاليًا في السوق المحلي، تؤكد سلمي أن وجود منافسين مستقبلاً سيكون أمرًا مرحبًا به

وأختتمت حديثها قائلة “نحن أول من دخل هذا السوق، وهذا يمثل تحديًا بحد ذاته لأننا بحاجة لبناء وعي كامل من الصفر،لكننا نأمل أن تظهر حلول أخرى، فالمنافسة تصب دائمًا في مصلحة المستخدم.”