شركة “رولوجي” توسعت في 13 دولة وننتظر استثمارات من كيانات عالمية
نستعد لوصول خدمات المنصة إلى شرق إفريقيا ونواصل تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي

كتب:أحمد جمال
استطاعت شركة “رولوجي“المتخصصة في التكنولوجية الصحية أن تحقق نجاحات مهمة منذ تأسيسها قبل سبع سنوات ما جلعها أحد أبرز الشركات المتخصصة في تسهيل وتسريع عملية إجراء الأشعة وتقديم التقارير التشخيصية بدقة عالية وتقديم خدمات التشخيص عن بعد لتصل أنشطتها إلى 13 دولة عربية وإفريقية إذ تمكنت من الوصول إلى أكثر من مليون شخص تلقوا خدمات تشخيصية عبر منصتها، وهو ما أكده عمرو ابو دريع الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للشركة في حواره مع “يالاستارت اب”.
إلى نص الحوار..
في البداية نريد أن نعرف الخطط المستقبلية لشركتكم في الأسواق التي تتواجد فيها؟
تركز خططنا في رولوجي على التوسع الإقليمي والدولي، وتحقيق مزيد من الاختراق في الأسواق عالية النمو، خاصة في دول مثل السعودية وكينيا، حيث أظهرت الأرقام نمواً كبيراً، بجانب التوسع المدروس في الأسواق الحالية والجديدة، مع التركيز على الأسواق ذات الاحتياج المرتفع لخدمات الأشعة، مثل شرق إفريقيا، ونعمل على تعزيز وجودنا في هذه المناطق من خلال تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة وسهلة الدمج داخل البنية التحتية الطبية للمستشفيات والمراكز الصحية.
من جهة أخرى، نواصل تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا، والتي باتت تلعب دوراً محورياً في تسريع التشخيص وتحسين دقته، وتمكّنا من إدخال نماذج جديدة تُمكن الأطباء من الوصول إلى تقارير دقيقة وفي وقت قياسي، مما ينعكس بشكل مباشر على جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى.
كما نُولي اهتماماً كبيراً لتوسيع شبكة شراكاتنا مع مقدمي الرعاية الصحية والجهات الحكومية، بهدف توسيع نطاق الأثر الاجتماعي لمنصتنا، وتقديم الدعم التقني والطبي للمناطق النائية والمحرومة من خدمات التشخيص المتقدمة، ومستقبلنا يرتكز على رؤية واضحة: تمكين الوصول العادل والسريع لخدمات الأشعة المتقدمة في كل مكان، وتحقيق أثر حقيقي في حياة الناس عبر التكنولوجيا.
كم حجم الاستثمارات المتوقعة لحضراتكم خلال هذا العام والعامين المقبلين؟
نعمل حالياً على جذب استثمارات جديدة من مؤسسات وصناديق استثمارية مرموقة، من بينها كيانات عالمية تركّز على الابتكار في الرعاية الصحية والتأثير الاجتماعي، وهي تهدف لتعزيز قدراتنا التقنية، وتسريع دخولنا إلى أسواق جديدة، مع التركيز على التوسع في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتوسيع شبكة الشراكات مع المؤسسات الصحية والجهات الحكومية، كما ستُسهم هذه الاستثمارات في مواصلة تطوير نماذجنا الذكية وتحسين تجربة المستخدم للمنصة، مما يعزّز من كفاءة الخدمة ويُضاعف أثرها.
هل هناك مشروعات توسعية في عدد آخر من الدول العربية والإفريقية؟
حالياً، نخدم 13 دولة من خلال 3 مكاتب إقليمية في: مصر، كينيا، والمملكة العربية السعودية. توسعنا قائم على دراسة دقيقة لاحتياجات كل سوق من حيث نقص أطباء الأشعة، والطلب المتزايد على خدمات التشخيص عن بُعد، والبنية التحتية الرقمية، نستهدف خلال الفترة المقبلة التوسع في دول جديدة في القارة الأفريقية، من خلال الشراكات، نظراً للفرص الواعدة واحتياجات القطاعات الصحية هناك.
ولا تقتصر مشروعاتنا التوسعية على التمدد الجغرافي فقط، بل تشمل أيضاً تعزيز التواجد الرقمي والتكامل مع أنظمة المستشفيات، وتقديم خدمات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ما يتيح لنا خلق قيمة مضافة فعلية لشركائنا ومستخدمي منصتنا في هذه الأسواق.
لديكم رؤية لإتاحة الرعاية الصحية لملايين الأشخاص سنويًا في المجتمعات المهمشة.. ما دى نسب إنجاز هذا الهدف؟
حتى اليوم، نجحنا في الوصول إلى أكثر من مليون شخص تلقوا خدمات تشخيصية عبر منصتنا، وتمكنا من خدمة المجتمعات الريفية والمناطق التي تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية، بما في ذلك مناطق مصنّفة بأنها “هشة” أو “محرومة” في عدة دول إفريقية وعربية.
خطواتنا نحو تحقيق هذا الهدف تشمل:
- توسيع شبكة المستشفيات والعيادات المتصلة بالمنصة.
- دعم المناطق التي تعاني من فجوات صحية حادة في التغطية التشخيصية.
- تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تُمكّن من تقديم خدمة تشخيصية دقيقة بسرعة وبتكلفة منخفضة.
- تأهيل الكوادر الصحية محليًا لاستخدام تقنياتنا بكفاءة.
نريد أن نتعرف أكثر على التكنولوجية المستخدمة من حضراتكم لتسهيل إجراء الأشعة؟
تعتمد رولوجي على منظومة تكنولوجية متكاملة تهدف إلى تسهيل وتسريع عملية إجراء الأشعة وتقديم التقارير التشخيصية بدقة عالية. المنصة الأساسية تعمل عبر الإنترنت دون الحاجة لأي تجهيزات معقدة، حيث يتم رفع صور الأشعة تلقائياً إلى النظام، ويتم توجيهها بشكل ذكي إلى الأطباء المتخصصين المناسبين بناءً على نوع الفحص وتخصص الحالة، وذلك باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة.
كما طورت الشركة نماذج ذكاء اصطناعي لتشخيص الأشعة تلقائيًا، مثل نموذج أشعة الصدر الذي يصدر تقريراً دقيقاً خلال دقيقتين فقط، وأداة لاكتشاف العقيدات الرئوية في الأشعة المقطعية، ما يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة. وتضم المنصة أدوات لمراجعة التقارير آليًا وتحديد الحالات التي تحتاج مراجعة بشرية لضمان أعلى جودة ممكنة.
بالإضافة لذلك، توفر رولوجي تطبيقاً للهاتف المحمول يُمكّن فرق الأشعة من رفع الدراسات مباشرة من الأجهزة أو الهواتف المحمولة، مما يتيح خدمة التشخيص حتى في الأماكن محدودة الإمكانيات أو في المناطق الريفية. النظام أيضاً يتكامل بسهولة مع أنظمة إدارة المستشفيات دون الحاجة لأي استثمارات إضافية، مما يُسهّل تبنيه في أي مؤسسة صحية.

وهل تشهد الفترة المقبلة مزيد من استخدامات أدوات الذكاء الاصطناعي في عمليات التحاليل والاشعة؟
بلا شك، تشهد الفترة المقبلة توسعاً كبيراً في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مجالي التحاليل والأشعة، و رولوجي في طليعة هذا التوجّه.
نحن نعمل بشكل مستمر على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي جديدة تُسهم في رفع جودة ودقة التشخيص، وتقليل وقت إصدار التقارير، وتحسين كفاءة الأطباء. في 2024، أطلقنا أربعة نماذج متقدمة، من بينها نموذج لتشخيص أشعة الصدر تلقائيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ونموذج لاكتشاف العقيدات الرئوية في الأشعة المقطعية، ما يمهد الطريق لكشف مبكر لأمراض مثل سرطان الرئة.
الذكاء الاصطناعي لن يقتصر دوره فقط على سرعة إصدار التقارير، بل سيمتد إلى دعم اتخاذ القرار الطبي، وتحليل الأنماط، ومساعدة الأطباء في تقييم الحالات المعقدة، مما سيحدث نقلة نوعية في دقة الرعاية الصحية وسرعة الوصول إليها.
هل مازال السوق المصري بحاجة لمزيد من مشروعات التكنولوجية الطبية في مجال الأشعة؟
نعم، السوق المصري ما زال بحاجة ماسة لمزيد من المشروعات التكنولوجية الطبية في مجال الأشعة، بل ويمكن القول إنه من أكثر الأسواق التي تمتلك فرصاً واعدة في هذا المجال.
رغم وجود بنية تحتية طبية كبيرة، إلا أن التحديات المزمنة مثل نقص عدد أطباء الأشعة، والتكدس في المستشفيات، وتأخر إصدار التقارير، لا تزال قائمة. هذه التحديات تفتح المجال أمام حلول تكنولوجيا مثل التطبب عن بُعد والذكاء الاصطناعي لسد الفجوة في تقديم خدمات الأشعة بسرعة ودقة وكفاءة، خاصة في المناطق الريفية والمهمشة.
وهل من الممكن أن تكون رولوجي بديلا عن أطباء الاشعة والتحاليل؟
رولوجي لا تُقدّم نفسها كبديل لأطباء الأشعة، بل كداعم ومُعزّز لقدرات الطواقم الطبية، دورنا يتمثل في تمكين أطباء الأشعة من أداء عملهم بكفاءة أعلى، من خلال تزويدهم بالأدوات التقنية التي تُسرّع من عمليات التشخيص، وتُقلل من الضغط الواقع عليهم، خصوصاً في ظل النقص الكبير في أعدادهم. تقنياتنا تساعدهم على التركيز على الحالات الدقيقة والمعقدة، بينما تتولى المنصة تسهيل توزيع الحالات، تسريع سير العمل، وتوفير مراجعة أولية دقيقة عبر الذكاء الاصطناعي.
برايكم لماذا تضاعف الاستثمار في التكنولوجية الطبية خلال السنوات الأخيرة؟
يرجع ذلك لتزايد الضغوط على الأنظمة الصحية، خاصة بعد جائحة كورونا التي أبرزت الحاجة إلى حلول رقمية فعالة. كما أن النقص المزمن في أعداد الأطباء، خصوصًا في تخصصات دقيقة مثل الأشعة، دفع نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة وسرعة التشخيص.
في الوقت نفسه، شهدنا تطوراً كبيراً في قدرات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مما جعل تطبيق هذه التكنولوجيا في الرعاية الصحية أكثر واقعية وفعالية. كذلك، تغيرت توقعات المرضى، حيث أصبحوا يطالبون بخدمات صحية رقمية وسريعة وشفافة، مما حفّز المؤسسات الطبية على تبني هذه الحلول.
إلى جانب ذلك، هناك اهتمام عالمي متزايد بالكشف المبكر والوقاية، وهو ما توفره التكنولوجيا الطبية بدقة عالية، مما يساهم في تقليل التكاليف وتحسين النتائج الصحية. وأخيراً، فإن الدعم الحكومي والتمويل الدولي لعب دوراً كبيراً في تسريع هذا التوجّه، باعتبار الصحة الرقمية ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وهل هناك وعي من جانب الجمهور والأطباء بأنشطة المنصات والشركات الحديثة؟
من جهة الأطباء، نلاحظ تحوّلاً تدريجياً في التقبّل لفكرة استخدام الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التشخيص، خاصة بعد أن أثبتت فعاليتها في تحسين جودة التقارير وسرعة الإنجاز، كثير من الأطباء باتوا يرون هذه المنصات كشركاء داعمين وليس كتهديد، خصوصًا عندما يرون كيف تُخفف عنهم عبء الحالات اليومية وتُوفر لهم وقتًا أكبر للحالات المعقدة.
أما الجمهور، فمع ازدياد استخدام التكنولوجيا في حياتهم اليومية، بدأ الوعي بأهمية التشخيص عن بُعد وخدمات الأشعة الرقمية بالانتشار، خصوصاً في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الطبية. ومع ذلك، ما زال هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد في التثقيف والتوعية، خاصة لشرح آليات عمل هذه المنصات، وضمانات الخصوصية، ودور الأطباء في العملية، لبناء الثقة وتعزيز التفاعل.
هل تسير رولوجي كما هو مخطط لها منذ أن رأت النور في العام 2017؟
منذ اليوم الأول، كانت رؤيتنا واضحة: سد فجوة نقص أطباء الأشعة عبر التكنولوجيا، وتمكين الوصول العادل والسريع إلى التشخيص الطبي. وعلى مدار السنوات الماضية، نجحنا في بناء منصة تكنولوجية قوية، والحصول على أول ترخيص من الـ FDA لمنصة في طب الأشعة عن بعد، والتوسع في عدة دول، مع تقديم خدماتنا لأكثر من مليون مريض.
رغم التحديات الاقتصادية، خاصة في السوق المصري، والتعقيدات التنظيمية في بعض الدول، استطعنا أن نحافظ على نمو مستدام، ونوسّع تأثيرنا الإقليمي، ونواصل الابتكار في الذكاء الاصطناعي وتطوير حلول تشخيصية متقدمة.
